جريمة الزنا


 

جريمة الزنا
 
 
لقد دعا الإسلام الحنيف إلى الزواج ورغب فيه ؛ لأنه هو أسلم طريقة لتصريف الغريزة الجنسية وهو الوسيلة المثلى لإخراج سلالة يقوم على تربيتها الزوجان ويتعهدانها بالرعاية، وغرس عواطف الحب والود والطيبة، والرحمة والنزاهة، والشرف والإباء، وعزة النفس، ولكي تستطيع هذه السلالة أن تنهض بتبعاتها وتسهم بجهودها في ترقية الحياة وإعلائها، وكما وضع الإسلام الطريقة المثلى لتصريف الغريزة منع في المقابل تصريفها في غير الطريق المشروع، فلذلك حرم الله تعالى مجرد الاقتراب من الزنا لأنه فاحشة وسبيل سيئ فقال تعالى:  وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا  [ الإسراء: 32 ].
قال العلماء: " ذلك أبلغ من أن يقول ولا تزنوا فإن معناه لا تدنوا من الزنى "
الفساد الناتج عن الزنا:
وإن ممارسة هذه الجريمة وشيوعها ليترك آثارا وأضرارا تشيب منها الرؤوس وتقشعر منها الأبدان، وأول هذه الأضرار:
1 - تدنيس العرض والشرف ونزع شعار الطهر والعفاف والفضيلة وتلطيخ فاعله بالعار والشنار.
2 - يكسو صاحبه ثوب المقت بين الناس.
3 - يشتت القلب ويمرضه إن لم يمته.
4 - يفسد نظام البيت ويهز كيان الأسرة ويقطع العلاقة الزوجية، ويعرض الأولاد لسوء التربية مما يتسبب عنه التشرد والانحراف والجريمة.
5 - وفي الزنا ضياع الأنساب واختلاطها وتمليك الأموال لغير أصحابها عند التوارث، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن يخلط النسب حينما أراد رجل أن يطأ جارية وكانت حاملا فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له، كيف يستخدمه وهو لا يحل له  قال ابن القيم - رحمه الله -: " يعني إن استلحقه وشركه في ميراثه لا يحل له لأنه ليس بولده، وإن أخذه مملوكا يستخدمه لم يحل له لأنه قد شرك فيه لكون الماء يزيد في الولد " قال: " وفي هذا دلالة ظاهرة على تحريم نكاح الحامل " انتهى.
فإذا كان نكاح الحامل محرما سواء كانت حرة فتزوجها، أو من السبايا فوطأها ؛ فما بالك إذا زاد الطين بلا فزنى، والزاني لا يفتش فيمن يزني بها، وهي إما أن تحمل منه فتدخل على قومها من ليس منهم، وإما أن تكون حاملا فماء الزاني يزيد في ولدها، وإما لا يعلم أمن زوجها الحمل أم من غيره، ومن هنا تختلط الأنساب والنطف.
6 - الزنا علاقة مؤقتة لا مسؤولية بعدها، لذا فهي عملية حيوانية بحتة ينأى عنها الإنسان الشريف.
7 - والزنا أحد أسباب جريمة القتل فقد لا يجد الغيور على عرضه وسيلة يغسل بها العار الذي لحقه ولحق أهله إلا سفك الدم.
8 - يحطم المجتمعات ويفكك روابطها ويكثر فيها اللقطاء والضائعون حيثما يولد الولد وهو لا يدري أباه ولا أمه.
9 - الزنا يجلب الهم والحزن والخوف ويجعل الزانية والزاني بين خطرين، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها ونكست رؤوسهم، فإن حملت من الزنا وقتلت ولدها جمعت بين جريمتي الزنا والقتل، وإن أمسكته أضافت إلى زوجها غير ولده.
10 - ظهور الزنا من أمارات خراب العالم، فقد ورد في الصحيحين من خطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف أنه قال يا أمة محمد، والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ثم رفع يديه وقال: اللهم هل بلغت ؟  قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: " وفي ذكر هذه الكبيرة بخصوصها عقب صلاة الكسوف سر بديع لمن تأمله، وظهور الزنا من أمارات خراب العالم " إذا تغير حال الشمس وذهاب ضوئها بالكسوف علامة من علامات تغير الحال من الأحسن إلى الأسوأ وقد يكون بسبب المعاصي والذنوب، لذلك أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المعنى في صلاة الكسوف.
11 - الزنا سبب مباشر في الأمراض الخطيرة التي تفتك بالبدن وتنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء وأبناء الأبناء، وسيأتي تقرير مفصل في نهاية الكتاب عن هذه الأمراض.
12 - الزنا يستجلب غضب الله ويستمطر عذابه، فقد جرت سنة الله تعالى أنه عند ظهور الفواحش يغضب الله سبحانه وتعالى ويشتد غضبه، وفي عصرنا فتح كل باب إلى الفاحشة، وسهل الشيطان الطريق بمكره ومكر أوليائه، واتبعه العصاة والفجرة ففشا التبرج والسفور وعم انفلات البصر والنظر المحرم إلا من شاء الله، وانتشر الاختلاط وراجت مجلات الخنا وأفلام الدعارة والفحش، وكثر السفر إلى بلاد الفجور والفسق والإلحاد والكفر والعري والإباحية، وقام سوق تجارة الدعارة، وكثر انتهاك الأعراض بالاغتصاب أو بالتراضي، وازداد عدد أولاد الحرام وحالات قتل الأجنة، وهذا كله من دواعي غضب الله تعالى ومقته وعذابه، فإذا غضب سبحانه فإن غضبه لا بد أن يؤثر في الأرض عقوبة، قال عبد الله ابن مسعود: " ما ظهر الزنا في قرية إلا أذن الله بهلاكها ".
13 - كذلك فإن الزنا من الفتنة والبلاء الذي هو من أشراط الساعة، وذلك كما جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: لأحدثنكم حديثا لا يحدثكموه أحد بعدي سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم -:  أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد 
الحيوانات تأبى الزنا وترفضه:
فأخبر تعالى عن فحش الزنا في نفسه وهو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر في العقول فحشه، حتى عند كثير من الحيوان.
فلو نظر المرء منا إلى حيوان ضعيف أليف وديع مثل الحمام فإنه يجد أن أنثى الحمام لا تسمح لغير ذكرها أن يعلوها وكذلك لا يسمح ذكرها لغيره أن يمتطيها، بل لا يفكر أصلا أي ذكر أن ينزو على غير أليفته ؛ بما فطره الله عليه فحافظ على هذه الفطرة بلا اختلال، فأين الشهامة يا رجال.. ؟ !
ذكر البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون الأودي قال رأيت في الجاهلية قردا زنى بقردة، فاجتمع القرود عليهما فرجموهما حتى ماتا 
فليتعلم أهل الإباحة من القرود وسائر الحيوانات إن لم يتعلموا من شرع الله، ليتعظ الذين تأثروا بالغرب وانسلخوا من هويتهم الإسلامية ورأوا في حدود الله وعقوباته - بزعمهم - شيئا من الشدة والقسوة لا تتفق مع روح العصر، وتعارض الحرية الشخصية وخاصة حرية المرأة التي أطلقها الغرب باسم التحرر والمساواة وتحت شعار الديموقراطية التي قررها لها القانون.
إلى هؤلاء الذين جعلوا الزنا حين يكون بالتراضي فلا جناح عليه ولا غبار إلا إذا كان إكراها أو اغتصابا، فالزنا في نظر الغربيين ليس جريمة وإن كان عيبا، فإذا زنى الرجل البكر بامرأة بكر فإن فعلهما ليحس بفاحشة مستلزمة للعقوبة إلا إذا كان ذلك بالإكراه فإنه يعاقب للإكراه بعقوبة خفيفة، وأما إذا زنى بامرأة متزوجة فللزوج أن يطالبه بتعويض مالي لأنه أفسد عليه زوجته.
بئست النظرة وبئست العقيدة وبئس من ساروا وراء الغرب يلهثون خلفهم ويتبعون سننهم حذو القذة بالقذة، شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه خلفهم، وهل بقيت مسحة خير أو حياء أودين فيمن يلهث وراء المفسدين العابثين ويعرض عن شرع العزيز الحكيم ؟
فعل الفواحش سلف ودين:
أرأيت الذي يأتي الفواحش ويطلق العنان لشهواته في بنات الناس وأولادهم ونسائهم يكون في معزل ومأمن من عقوبة الله تعالى له من جنس عمله ؛ فيرتد فعله على أهله وولده ؟ وهو بالطبع آخر من يعلم ثم يصير حديث الناس والمجالس وهو لا يعلم وقد خرب بيته وتنجست أركانه وهو لا يعلم.
فليحافظ المتهور الذي لا يبالي بالعواقب على عرضه وبيته أن يكون نهبة لكل لاهث وهو لا يدري، وصدق الإمام الشافعي - رحمه الله - حين قال:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم
وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته
كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من يزن يزن به ولو بجداره
إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
وهذه قصة حدثت حول هذا المعنى وهي قصة الرجل الساقي مع امرأة الصائغ:
" حكي أن رجلا سقاء بمدينة بخارى كان يحمل الماء إلى دار صائغ مدة ثلاثين سنة، وكان لذلك الصائغ زوجة صالحة في نهاية الحسن والبهاء، فجاء السقاء يوما على عادته وأخذ بيدها وعرها - أي مسها بشهوة - فلما جاء زوجها من السوق قال: ما فعلت اليوم خلاف رضا الله تعالى ؟ فقال: ما صنعت شيئا، فألحت عليه، فقال: جاءت امرأة إلى دكاني وكان عندي سوار فوضعته في ساعدها فأعجبني بياضها فعصرتها، فقالت: الله أكبر هذه حكمة خيانة السقاء اليوم، فقال الصائغ: أيتها المرأة إني تبت فاجعليني في حل فلما كان الغد جاء السقاء وقال يا صاحبة المنزل اجعليني في حل فإن الشيطان قد أضلني، فقالت امض فإن الخطأ لم يكن إلا من الشيخ الذي في الدكان، فإنه لما غير حاله مع الله بمس الأجنبية غير الله حاله معه بمس الأجنبي زوجته "
وقصة أخرى:فلما قيل لبعض الملوك إن الزنى يؤخذ بمثله من ذرية الزاني فأراد تجربته بابنة له وكانت في غاية الحسن فأنزلها مع امرأة وأمرها ألا تمنع أحدا أراد التعرض لها بأي شيء شاء، وأمرها بكشف وجهها، فطافت بها في الأسواق فما مرت على أحد إلا وأطرق حياء وخجلا منها، فلما طافت بها المدينة كلها ولم يمد أحد نظره إليها رجعت إلى دار الملك، فلما أرادت الدخول أمسكها إنسان وقبلها ثم ذهب عنها، فأدخلتها المرأة على الملك وذكرت له القصة فسجد شاكرا وقال: الحمد لله تعالى، ما وقع مني في عمري قط إلا قبلة لأجنبية وقد قوصصت بها الآن، أي وقع القصاص به في ابنته
والقصة وإن كانت ليست محلا للقدوة - فلو سأل ربه العافية لكان أوسع له - لكنها يؤخذ منها عبرة، فهل يصدق الآن من يزني أن بيته مصاب لا محالة ؟ ! ! ويزداد الأمر قبحا وفحشا إذا استمر الزاني في زناه مع كبر سنه وشيب شعره واقترابه من القبر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:  ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم، شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر فمن يزكيهم وينظر إليهم بعين الرحمة إذا لم يفعل الله ذلك ؟ ! !
أيها الزاني: هل تعلم لماذا أنت منغمس في الزنا مكثر منه ؟
إنه بسبب موت الغيرة عندك على نسائك فلا تبالي بهن، وأنت قد استغنيت بالأجنبية الحرام عن امرأتك الحلال، فأصبحت ترى امرأتك تتزين ولا حاجة لك بها، ولا تشعر بالإقبال عليها كما تقبل على غيرها، فصارت تتزين هذه المرة ولكن ليس لك، وتخرج من بيتك ليلا ونهارا وتركب مع أي سائق وتذهب إلى حيث لا تعلم أنت، وتدخل على أي خياط وأي طبيب بدعوى العلاج، فهي ترى رجالا أجمل منك وأقوى منك وأحلى كلاما منك، فهذا يحادثها وذاك يسامرها وآخر يغازلها وكثيرا ما تمتد إليها الأيدي الخائنة، وهي ليست حجرا وإنما هي تشتهي من الرجال غيرك مثلما اشتهيته أنت من النساء غيرها، فهل سترد الدين أيها الزاني ؟ !
أيها الزاني ببنات الناس ونسائهم أفتحبه لأمك ؟ أفتحبه لابنتك ؟
أفتحبه لأختك ؟ أفتحبه لعمتك ؟ أفتحبه لخالتك ؟ طبعا لا ! !
فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ولا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لعماتهم ولا لخالاتهم.
فإذا كنت لا تحبه لقرابتك فلم رضيت أن يزنى بقرابتك بزناك قرابة الناس ؟
إن الزنا دين فإن أقرضته
كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
اقتران الزنا بالشرك:
قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: " ولا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنا ". وقد أكد سبحانه حرمته بقوله:  وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا  [ الفرقان: 68 - 70 ].
فقرن الزنا بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح
اقتران الزاني بالمشركة وبالزانية:
والمعنى أن الزاني لا ينبغي له أن يتزوج إلا زانية مشركة ولا يقترن بالعفيفة الشريفة الطيبة  وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [ النور: 26 ]، فيقع الزاني على من هي مثله وتقع الزانية على من هو مثلها زان أو مشرك، فاقتران الزاني بالمشركة والزانية بالمشرك إشارة إلى عظيم خطر الزنا وكبير ضرره.
قال العلامة الألوسي في قوله تعالى:  الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً  [ النور: 3 ]:
وفي هذا كله تقبيح أشد تقبيح لأمر الزاني بيان أنه مقابل رصا بالزنا لا يليق أن ينكح العفيفة المؤمنة، والزانية بعد أن رضيت بالزنا لا يليق أن ينكحها إلا من هو مثلها وهو الزاني أو من أشد حالا منها وهو المشرك، فأما المسلم العفيف فأفسد غيرته يأبى ورود جفرتها " 00 اه.
وتجتنب الأسود ورود ماء
إذا كان الكلاب ولغن فيه
حد ‌الزنا وشدة نكاله من بين سائر الحدود:
وقد خص الله سبحانه حد الزنى من بين الحدود بثلاث خصائص:
الأولى: القتل فيه بأشنع القتلات في حالة الزاني المحصن، وعندما يكون جلدا - أي للزاني غير المحصن - فقد جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة.
جاء في الصحيحين أن أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن ابني كان عسيفا ( أجيرا ) على هذا فزنى بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة ( جارية )، فسألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني ( جلد مائة وتغريب عام ) وأن على امرأة هذا الرجل الرجم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، الوليدة والغنم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، و اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها "، فغدا عليها فاعترفت فأمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجمت 
الثالثة: أنه سبحانه أوجب عليهما الفضيحة رغم أنه تعالى " ستير " يحب الستر وعفو يحب العفو، لكن لقبح الزنا وبشاعته أوجب ذلك ردعا للغير، فأمر أن يكون الحد بمشهد من المؤمنين، ولا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر،  وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  [ النور: 2 ].
وحد الثيب مشتق من عقوبة الله تعالى لقوم لوط بالإمطار بالحجارة وذلك لاشتراك الزنا واللواط في الفحش، ونعوذ بالله من ذلك.
شدة معاناة المرجوم دليل على عظم ما اقترفت يداه:
انظر هداني الله وإياك إلى حالة من يوضع على سمع الناس وبصرهم يشاهده المقيم والزائر والبر والفاجر، بل ويساهم كل الحضور في التنكيل به، فيحمل كل واحد ما جمع من أحجار ويرمي به ذلك المرجوم في المكان الذي يختاره، ومن رأسه وعينيه التي أبصرت ما حرم الله ورسوله، وأنفه الذي شم عطر الزانية وريحها، وشفتيه التي قبلت شريكته فيالفاحشة، وبدنه التي احتضنها وتلذذ بضمها إليه، ويديه التي لمست وتحسست وتلذذت، إن كل هذا البدن وكل هذه الجوارح التي سعدت وتلذذت، ها هي الآن ترجم وتلقى العذاب الأليم، وتستقبل مكان كل قبلة حجرا بلا هوادة ولا رأفة، ولا شفقة أو رحمة.
وها هو الوجه الذي لم يستح من الله وقد بدا الآن شاحب اللون قد استحى أن يواجه الناس خزيا إنه - والله - لمشهد رهيب تشخص إليه العيون، وتخفق منه الأفئدة، إنه الوبال والنكال والعار والشنار  وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ [ النور: 2 ].
وأنت يا من ستر الله عليك جريمتك حدث نفسك وقل لها: يا نفس أما تستحين، أما تخجلين، وماذا ستقولين لرب العالمين ؟ معيشتك يا نفس على الأرض حرام، طعامك وشرابك وأنفاسك عليك حرام، يا نفس أنت الآن في حكم المقتول الذي حكم عليه بالإعدام لكنه أفلت، فإن كنت قد أفلت يا نفس من الإعدام والفضيحة فماذا ستفعلين أمام من لا تخفى عليه خافية، إن أجل عذابك وفضيحتك إلى يوم تبدو فيه الفضائح والقبائح والمخازي بين الأنام ؟ !
أعظم الزنا وأشده:
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: وأعظم أنواع الزنا أن يزني بحليلة جاره، فإن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعف ما ينتهكه من الحرمة، فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثما وعقوبة من التي لا زوج لها إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وتعليق نسب غيره عليه، وغير ذلك من أنواع أذاه، فهو أعظم إثما وجرما من الزنا بغير ذات البعل. فإن كان زوجها جارا له، انضاف إلى ذلك سوء الجوار
وقد مر بك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل: أي الذنب أعظم فذكر الشرك ثم القتل ثم الزنا بحليلة الجار، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه 
ولا بائقة أعظم من الزنا بامرأته فإن كان الجار أخا أو قريبا من أقاربه انضم إلى ذلك قطيعة الرحم فيتضاعف الإثم، فإن كان الجار غائبا في طاعة الله كالصلاة وطلب العلم والجهاد تضاعف الإثم.
حتى إن الزاني بامرأة الغازي في سبيل الله يوقف له يوم القيامة ويقال خذ من حسناته ما شئت، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:  ما ظنكم ؟  أن يترك له من حسنات قد حكم في أن يأخذ منها ما شاء على شدة الحاجة إلى حسنة واحدة حيث لا يترك الأب لابنه ولا الصديق لصديقه حقا يجب عليه.
فإذا اتفق أن تكون المرأة حليلة جاره رحما منه انضم إلى ذلك قطيعة رحمها، فإن اتفق أن يكون الزاني محصنا، كان الإثم أعظم، فإن كان شيخا كان أعظم إثما وهو أحد الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم فإن اقترن وقوعه في شهر حرام، أو بلد حرام أو وقت معظم عند الله كأوقات الصلوات وأوقات الإجابة تضاعف الإثم والعقوبة، والله المستعان
جاء في تفسير روح البيان للبروسوي الاستنابولي:
وأشد الزنى الرجل يطلق امرأته وهو يقيم معها بالحرام ولا يقر عند الناس نحافة الفضيحة فكيف لا يخاف فضيحة الآخرة يوم تبلى السرائر يعني تظهر الأسرار، فاحذر فضيحة ذلك اليوم واجتنب الزنا ولا تصر عليه فإنه لا طاقة لك على عذاب الله. وتب إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده  إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا  [ النساء: 16 ].
زنا المحارم وعقوبته:
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:  من وقع على ذات محرم فاقتلوه 
ورفع إلى الحجاج رجل اغتصب أخته على نفسها فقال: احبسوه وسلوا من هاهنا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألوا عبد الله بن مطرف فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول من تخطى حرم المؤمنين فخطوا وسطه بالسيف  وفيه دليل على القتل بالتوسيط وهذا دليل مستقل في المسألة وأن من لا يباح وطؤه بحال فحد وطئه القتل، دليله من وقع على أمه أو ابنته، كذلك يقال في وطء ذوات المحارم ووطء من لا يباح له وطؤه بحال، فكان حده القتل كاللوطي.
وقد اتفق المسلمون على أن من زنى بذات محرمه فعليه الحد، وإنما اختلفوا في صفة الحد هل هو القتل بكل حال أو حده حد الزاني
ومعلوم أن المحارم كل من يحرم على الرجل الزواج منها حرمة أبدية لا يحللها شيء.
هل من توبة ؟
سبحان من يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.
قال العبد المذنب الذليل:
يا رب هل من توبة
تمحو الخطايا والذنوب
قال الله التواب الجليل:
ولكي يكون الأمر جليا نذكر قصتين عن توبة من ابتلي بالوقوع في هذه الفاحشة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لنرى كيف كانت التوبة فيهما، وهل قبلت أم لا ؟.
أولا: قصة ماعز الأسلمي:
وهي عند أبي داود من طريق نعيم بن هزال قال:  كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي: أئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك ورجاء أن يكون لك مخرج، فأتاه فقال: يا رسول الله إني زنيت، فأقم علي كتاب الله  وفي لفظ البخاري من حديث أبي هريرة  فناداه يا رسول الله إني زنيت، يريد نفسه، فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله، فقال يا رسوله الله إني زنيت، فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أبك جنون ؟ " قال: لا يا رسول الله، فقال: " أحصنت ؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال: " اذهبوا فارجموه وفي حديث ابن عباس عند البخاري أيضا، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت وفي رواية أبي هريرة المذكورة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله باللفظ الصريح الذي معناه الجماع (... ؟ ) قال: نعم، قال حتى غاب ذلك منك في ذلك منها ؟ " قال: نعم، قال: " كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر ؟ " قال: نعم، قال: " أتدري ما الزنا ؟ " قال: نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا، قال: " فماذا تريد بهذا القول ؟ " قال: تطهرني، فأمر به فرجم  وعند أبي داود من حديث جابر بن عبد الله قال: كنت فيمن رجم الرجل، إنا لما خرجنا به فرجمناه فوجد مس الحجارة صرخ بنا: يا قوم ردوني إلى رسول الله فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله غير قاتلي، فلم ننزع عنه حتى قتلناه، فلما رجعنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرناه قال - صلى الله عليه وسلم -:  فهلا تركتموه وجئتموني به  ليستثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأما لترك حد فلا.
وفي رواية له أيضا عن أبي هريرة قال:  فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجم، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلين من أصحابه يقوله أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت عنهما - صلى الله عليه وسلم - ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال: " أين فلان وفلان " فقالا: نحن ذان يا رسول الله، فقال: " انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار " فقالا: يا نبي الله من يأكل هذا، قال: " فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها 
الله أكبر ! ما أجمل التوبة الصادقة النصوح ولو كان ثمنها قتل النفس، وإنها للحظات ثم ينغمس في أنهار الجنة، وصحيح أن الرجم عذاب ولكنه يطهر كما قال ماعز للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ".. فطهرني " فالتطهير في الدنيا يقي عذاب الآخرة  وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ  [ القلم: 33 ].
جاء في حديث عبادة بن الصامت عن النبي - صلى الله عليه وسلم  ومن أصاب من ذلك شيئا  - أي من السرقة والزنى والقتل وغيره -  فعوقب به  - أي في الدنيا -  فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه  فهل يدري من مات ولم يحد إلى أي مشيئة سيصير ؟
ثانيا: قصة الغامدية:
وروى مسلم في صحيحه عن بريدة  أن امرأة تسمى الغامدية جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله إني زنيت فطهرني فردها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله لم تردني ؟ لعلك تردني كما رددت ماعزا ؟ فوالله إني لحبلى، فقال: " إما لا فاذهبي حتى تلدي " فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت: هذا قد ولدته، قال: " اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه " فلما فطمته أتت بالصبي في يده كسرة خبز فقالت: هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سبه إياها فقال: " مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلي عليها ودفنت 
أيها المسرف على نفسك: أما آن لك أن تتوب فيتوب عليك غفار الذنوب ؟
 قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ  [ الزمر: 53 - 49 ].
 
الجزء الثاني
 
جريمة اللواط
جريمة اللواط من أشنع الجرائم وأقبحها وهي تدل على انحراف في الفطرة وفساد في العقل وشذوذ في النفس.
ومعنى اللواط: أن ينكح الرجل الرجل، ويأتي الذكر الذكر، كما قال تعالى عن قوم لوط أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ [ الشعراء: 165 - 116 ].
وسميت باللواط نسبة إلى قوم ( لوط ) - عليه السلام - الذين ظهرت فيهم هذه الفعلة الشنيعة التي لا يفعلها إلا من انطمست بصيرته واسودت سريرته وانقلبت فطرته التي فطر الله الناس عليها، وصار مثله كمثل من آتاه الله ورزقه لحما طيبا نضيجا شهيا فصار يعرض عنه ويبحث عن اللحم النيئ المنتن العفن ويأكل منه، ورضي لنفسه أن يغوص في أوحال القذر والوسخ والخراءة وبئست النجاسة، حقا إنها الفطرة المنكوسة والطبيعة المعكوسة والنفس الشريرة الخبيثة، ثم إن المفعول به هذه الفعلة الحقيرة قد حصل من المفاسد ما يفوق الحصر والتعداد، قال ابن القيم - رحمه الله -: ( ولأن يقتل المفعول به خير له من أن يؤتى ( يلاط به ) فإنه يفسد فسادا لا يرجى بعده صلاح أبدا، ويذهب خيره كله، وتمص الأرض ماء الحياء من وجهه، فلا يستحيي بعد ذلك من الله ولا من خلقه وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن ) 00 اه.
وقد قال العلماء أنه - أي المفعول به فعل قوم لوط - شر من ولد الزنا وأخبث وأقبح، وهو جدير ألا يوفق لخير، وأن يحال بينه وبينه، وكلما عمل خيرا قيض الله له ما يفسده عقوبة له، ولا يوفق إلى علم نافع ولا عمل صالح ولا توبة نصوح إلا أن يشاء الله شيئا.
فظاعة اللواط وعظيم فحشه وقبحه:
هذه الجريمة النكراء غاية في القبح والشناعة، تعافها حتى الحيوانات، فلا نكاد نجد حيوانا من الذكور ينزو على ذكر ؛ وإنما يظهر هذا الشذوذ بين البشر الذين تفسد منهم العقول حيث يستخدمونها في استجلاب الشر وتوسيع دائرته ورقعته.
ومما يظهر فظاعة اللواط وعظيم فحشه أن الله تعالى سمى الزنا ( فاحشة )، وسمى اللواط ( الفاحشة )، والفرق بين التسميتين عظيم، فكلمة فاحشة بدون الألف واللام نكرة، ويعني ذلك أن الزنا فاحشة من الفواحش، لكن عند دخول الألف واللام عليها فتصير معرفة ويكون حينئذ لفظ ( الفاحشة ) جامعا لمعاني اسم الفاحشة، ومعبرا عنها بكل ما فيها من معنى قبيح لذلك فإن قوله تعالى أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ  [ الأعراف: 80 ].
يعني تأتون الخصلة التي استقر فحشها وخبثها عند كل أحد من الناس.
فاستحق وصف الزنا أنه فاحشة من الفواحش واستحق وصف اللواط أنه الفاحشة ( المعروفة المعرفة )، ويمكن القول أيضا أن الزنا طرفاه الرجل والمرأة، حيث يوجد الميل الفطري الغريزي بينهما، وجاء الإسلام ليهذب هذا الميل ويحدد له حدوده الشرعية ومصارفه الحقيقية، فأحل الإسلام النكاح وحرم الزنا والسفاح، قال تعالى وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ  [ المؤمنون: 5 - 7 ].
فأي علاقة بين الرجل والمرأة خارج هذا الإطار الشرعي هي الزنا، إذن فالعلاقة بين الرجل والمرأة هي نداء الفطرة بينهما ومصرفة إما في حلال وإما في حرام.
لكن أن تكون بين الرجل والرجل، بين الذكر والذكر فهذا غير وارد على الفطرة ولم يحل الإسلام منه شيئا+، لأنه ليس في الفطرة ولا الغريزة ميل الرجل إلى الرجل، فحين يحدث شيء من هذا فهو التجاوز لحدود الفطرة وحدود الطبيعة البشرية ومن ثم التجاوز لحدود الواحد الأحد  مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ  [ الأعراف: 80 ].
ومما يهول أمر تلك الفاحشة: ما أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره عن مجاهد - رحمه الله -: ( أن الذي يعمل ذلك العمل لو اغتسل بكل قطرة من السماء وكل قطرة من الأرض لم يزل نجسا )، وعن الفضيل بن عياض قال: ( لو أن لوطيا اغتسل بكل قطرة من السماء لقي الله غير طاهر ) إسناده حسن، أي أن الماء لا يزيل عنه ذلك الإثم العظيم الذي أبعده عن ربه، والمقصود تهويل أمر تلك الفاحشة
أوصاف أهل اللواط:
أ - فطرتهم مقلوبة ومعكوسة عن الفطرة التي فطر الله عليها الرجال، وكذلك فإن طبيعتهم مغايرة للطبيعة البشرية التي ركبها الله تعالى في الذكور وهي اشتهاء النساء وليس الرجال.
2 - لذتهم وسعادتهم في قضاء شهوتهم بين النجاسات والأوساخ والخراءة، وإلقاء ماء الحياة هنالك.
3 - هم دون الحيوانات حياء وطبيعة ونخوة ؛ غريزية كانت أو مكتسبة.
4 - يظهر عليهم دائما الفكر والشرود والرغبة في الفاحشة كل لحظة لأن الرجال أمامهم في كل وقت كلما حلوا أو ارتحلوا أو خرجوا ودخلوا لا تغيب عنهم صور الرجال، فإذا رأى الواحد منهم طفلا أو شابا أو رجلا أراده فاعلا أو مفعولا به.
5 - وتجد أحدهم قليل الحياء قد مصت الأرض ماء الحياء من وجهه فلا يستحي من الله تعالى ولا من خلقه ومثل هذا لا فائدة فيه ولا خير منه.
6 - ليس فيه قوة الرجال ولا بأسهم ولا صرامتهم فهو ضعيف دائما أمام كل ذكر لأنه محتاج إليه..
وغير ذلك مما قبح الله به تلك الوجوه التي شاهت وبالمقت باءت.
7 - وقد وصفهم الله تعالى بأنهم فساق وأهل سوء  إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ   [ الأنبياء: 74 ].
8 - وأنهم مسرفون  بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ [ الأعراف: 81 ]، أيجاوزوا حد الله تعالى.
9 - وسماهم مفسدين في قول نبيهم  قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ   [ العنكبوت: 30 ].
فتأمل إلى من وصفهم الله بهذه المواصفات وذمهم بتلك المذمات.. وهم أهل لها، فإنهم يرتكبون جريمة غريبة على الطباع والعقل والأذهان والغرائز حتى قال عبد الملك بن مروان: ( لولا أن الله تعالى ذكر آل لوط في القرآن ما ظننت أن أحدا يفعل هذا ).
عذاب قوم لوط وعقوبتهم:
ذكر أن الله تعالى أمطرهم بالحجارة التي أ تدع حاضرا ولا غائبا إلا أتت عليه (... حتى إن تاجرا منهم كان في الحرم فوقفت له حجرا أربعين يوما حتى قضى تجارته وخرج من الحرم فوقع عليه.. )
وشدة العذاب دليل على أن اللواطة من أعظم الفواحش كما دللت بذلك الآيات. وجاء في خبر أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وصححه الحاكم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:  لعن الله تعالى سبعة من خلقه فوق سبع سماوات، فردد لعنه على واحد منها ثلاثا ولعن بعد كل واحد لعنة لعنة فقال ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط..  الحديث، واللعن هو المقت والطرد من رحمة الله - عز وجل -، أعاذنا الله من ذلك.
قال الشوكاني - رحمه الله تعالى - في نيل الأوطار باب الحدود: ( وما أحق مرتكب هذه الجريمة ومقارف هذه الرذيلة الذميمة بأن يعاقب عقوبة يصير بها عبرة للمعتبرين، ويعذب تعذيبا يكسر شهوة الفسقة المتمردين، فحقيق بمن أتى بفاحشة قوم ما سبقهم بها من أحد من العالمين أن يصلى من العقوبة بما يكون في الشدة والشناعة مشبها لعقوبتهم. وقد خسف الله تعالى بهم واستأصل بذلك العذاب بكرهم وثيبهم ) اه.
وقد عاقب الله تعالى أهل هذه الجريمة النكراء بأقسى عقوبة ليكونوا عبرة لأسلافهم، وليس ما حدث للسلف ببعيد عن الخلف  وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ  [ هود: 83 ].
فخسف الله تعالى بهم الأرض وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود.
قال الجوهري: ( حجارة من طين طبخت بنار جهنم مكتوب فيها أسماء القوم، ومعنى منضود: أي متتابع يتبع بعضه بعضا )
كل هذا جزاء فعلتهم الشنيعة، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: ( وإذا بديارهم قد اقتلعت من أصلها ورفعت نحو السماء حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب ونهيق الحمير.. بأن قلبها عليهم كما أخبر به في محكم التنزيل فقال - عز من قائل -:  فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ [ هود82 ].
فجعلهم الله آية للعالمين وموعظة للمتقين ونكالا وسلفا لمن شاركهم في أعمالهم من المجرمين، وجعل ديارهم بطريق السالكين:  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ  [ الحجر: 75 77 ].
أخذهم على غرة وهم نائمون، وجاءهم بأسه وهم في سكرتهم يعمهون، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فقلبت تلك اللذات آلاما، فأصبحوا بها يعذبون - فصارت مآربهم العذبة الحلوة في الدنيا عذابا في الممات
مآرب كانت في الحياة لأهلها..
عذابا فصارت في الممات عذابا
ذهبت اللذات وأعقبت الحسرات وانقضت الشهوات وأورثت الشقوات، تمتعوا قليلا وعذبوا طويلا... إلى أن قال: فلو رأيت الأعلى والأسفل من هذه الطائفة والنار تخرج من منافذ وجوههم وأبدانهم وهم بين أطباق الجحيم، وهم يشربون بدل لذيذ الشراب كؤوس الحميم، ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون ذوقوا ما كنتم تكسبون  اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ  [ الطور: 16 ].
ولقد قرب الله تعالى مسافة العذاب بين هذه الأمة - قوم لوط - وبين إخوانهم في العمل، فقال مخوفا لهم أن يقع الوعيد  وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ  ) [ هود: 83 ].
فيا ناكحي الذكران يهنيكم البشرى
فيوم معاد الناس إن لكم أجرا
كلوا واشربوا وازنوا ولوطوا وأبشروا
فإن لكم زفا إلى الجنة الحمرا
فإخوانكم قد مهدوا الدار قبلكم
وقالوا إلينا عجلوا لكم بشرا
وها نحن أسلاف لكم في انتظاركم
سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى
فلا تحسبوا أن الذين نكحتموا
يغيبون عنكم بل ترونهم جهرا
ويلعن كل منكما لخليله
ويشقى به المحزون في الكرة الأخرى
يعذب كل منهما بشريكه
كما اشتركا في لذة توجب الوزرا
انتهى كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - ( الجواب الكافي ص 197 - 198 ).
إذن كان عذابهم:
1 - الإهلاك.
2 - قلب ديارهم عليهم.
3 - الخسف بهم.
4 - رجمهم بالحجارة الممطرة عليهم من السماء.
5 - التنكيل بهم نكالا لم ينكله الله تعالى بأمة سواهم وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة، فليحذر كل من سار في هذا الطريق المظلم وامتطى تلك المطية، ونعوذ بالله من ذلك.
الجاهلية واللواط:
والجاهلية التي يضرب بها المثال السيء في الحكم والعادات والتقاليد والمظاهر الاجتماعية وفي كل بلية كانت تعتبر اللواط معرة، فكانوا يقولون في الذم ( فلان مصفر إسته ) كناية عن أنه يلاط به.
عقوبة وعذاب كل لوطي بعد قوم لوط:
نقل ابن القيم - رحمه الله تعالى - أن أصحاب رسول - صلى الله عليه وسلم - أطبقوا على قتله لم يختلف فيه منهم رجلان، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله.
ونقل بعض الحنابلة إجماع الصحابة على أن حد اللواط القتل، واستدلوا بالحديث:  من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به  وهذا الحديث رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره، واحتج به الإمام أحمد وإسناده على شرط الشيخين.
واستدلوا كذلك بما روي عن علي - رضي الله عنه - أنه رجم من عمل هذا العمل، قال الشافعي - رحمه الله تعالى -: وبهذا نأخذ برجم من يعمل هذا العمل محصنا كان أو غير محصن.
وأيضا بما ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض ضواحي العرب رجلا ينكح كما تنكح المرأة فكتب إلى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة - رضي الله عنهم - فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولا فيه فقال: ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار، فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه.
وقال عبد الله بن عباس: ( ينظر إلى أعلى بناء في القرية فيرمى اللوطي منه منكبا ثم يتبع بالحجارة، وأخذ عبد الله بن عباس هذا الحد من عقوبة الله لقوم لوط، وابن عباس هو الذي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله:  من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به 
إذن فمن قائل يحرق بالنار - ومن قائل يرجم بالحجارة - ومن قائل يلقى من أعلى شاهق ويتبع رجما بالحجارة - ومن قائل تحز رقبته وهو مروي عن أبي بكر وعلي - ومن قائل يهدم عليه جدار، وقد رجح العلامة الشوكاني مذهب قتل اللوطي وضعف ما سواه، وإنما ذكروا كل هذه الوسائل في قتله لأن الله تعالى عذب أسلافهم قوم لوط بكل ذلك  جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ  [ هود: 82 - 83 ].
والمنضود هو المتتابع الذي يتبع بعضه بعضا كقطر المطر، والمسومة أي المعلمة لا تشبه حجارة الدنيا، أو معلمة باسم صاحبها الذي تصيبه ويرمى بها، وما ذلك العقاب إلا تناسب مع الجرم الفظيع القبيح، فليختر اللوطي ما شاء من وجوه القتل المتعددة هذه، ثم بعد قتله لا يدري ما الله فاعل فيه، فقد جاء أن:  أربعة يصبحون في غضب الله تعالى ويمسون في سخط الله، قال أبو هريرة: من هم يا رسول الله ؟ قال: " المتشبهون من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي الرجل 
تحذير إلى اللوطي:
وهذا التحذير لمن ابتلي بهذا الداء السام القتال، خاصة لمن ينتسب إلى الإسلام منهم نقول:
( أولا ):
ثلاثا ولم يأت عنه - صلى الله عليه وسلم - لعنه الزاني ثلاث مرات في حديث واحد، وقد لعن جماعة من أهل الكبائر فلم يتجاوز بهم في اللعن مرة واحدة، وكرر لعن اللوطية وأكد ثلاث مرات كما ذكر ذلك ابن القيم في الجواب الكافي.
( ثانيا ):
 احذر أن تتمكن تلك الفاحشة من قلبك فتفسده، تماما فلربما جرك ذلك إلى الكفر الصريح كما حدث لأخ لك من قبل في تلك الفاحشة، وهذه قصته التي نقلها ابن القيم في: ( الجواب الكافي ص 191 ) أحكيها بأسلوبي:
( يروى أن رجلا تعلق بشاب اسمه " أسلم " وتمكن حبه من قلبه وكان هذا الشاب يتمنع وينفر من ذلك الرجل حتى مرض ولزم الفراش، فتدخل وسطاء حتى أخذوا من الشاب موعدا بأن يعود الرجل، ففرح الرجل فرحا شديدا وزال همه وألمه، وبينما هو في غمرة فرحة انتظاره جاءه الوسيط ثانية ليخبره أن الشاب جاء إلى بعض الطريق ورجع حتى لا يعرض نفسه للتهم بالدخول عندك، فلما سمع الرجل البائس ذلك علته الحسرة وجاءه من المرض نكسة، وبدت عليه علامات الموت وجعل ينشد مناديا الشاب " أسلم " ويقول:
أسلم يا راحة العليل
ويا شفاء المدنف النحيل
رضاك أشهى إلى فؤادي
من رحمة الخالق الجليل
 
فقيل له اتق الله فقال " قد كان " ومات من ساعته، ونعوذ بالله من سوء الخاتمة وشؤم العاقبة.
فيا من ابتليت بهذا المرض ؛ على أي شيء مات صاحبك ؟ !
لقد بين ابن القيم - رحمه الله تعالى - أن هذا المرض وهذا العشق تارة يكون كفرا كمن اتخذ معشوقه ندا يحبه كما يحب الله، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه ؟ فهذا عشق لا يغفر لصاحبه فإنه من أعظم الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به... إلى أن قال: وربما صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيد ربه كما قال العاشق الخبيث وكما صرح الخبيث الآخر أن وصله أشهى إليه من رحمة ربه كما مر.
تقرير طبي عن أضرار فاحشة اللواط :
قال الشيخ سيد سابق - رحمه الله -: وإنما شدد الإسلام في عقوبة هذه الجريمة لآثارها السيئة وأضرارها على الفرد والجماعة، وهذه الأضرار نذكرها ملخصة من كتاب الإسلام والطب للدكتور محمد وصفي فيما يلي:
1 - الرغبة عن المرأة:
من شأن اللواطة أن تصرف الرجل عن المرأة وقد يبلغ به الأمر إلى حد العجز عن مباشرتها، وبذلك تتعطل أهم وظيفة من وظائف الزواج، وهي إيجاد النسل.
فلو قدر لمثل هذا الرجل أن يتزوج فإن زوجته كون ضحية من الضحايا فلا تظفر بالسكن - أي السكينة - ولا بالمودة ولا بالرحمة التي هي دستور الحياة الزوجية فتقضي حياتها معه معذبة معلقة، لا هي متزوجة ولا مطلقة.
2 - التأثير على الأعصاب:
وإن هذه العادة تغزو النفس وتؤثر في الأعصاب تأثيرا خاصا أحد نتائجه الإصابة بالانعكاس النفسي في خلق الفرد فيشعر في صميم فؤاده أنه ما خلق ليكون رجلا، وينقلب الشعور إلى شذوذ، به ينعكس شعور اللائط انعكاسا غريبا، فيشعر بميل إلى بني جنسه وتتجه أفكاره الخبيثة إلى أعضائهم التناسلية.
ولا يقتصر الأمر على إصابة اللائط بالانعكاس النفسي، بل هنالك ما تسببه هذه الفاحشة من إضعاف القوى النفسية الطبيعية في الشخص كذلك، وما تحدثه من جعله عرضة للإصابة بأمراض عصبية شاذة وعلل نفسية شائنة تفقده لذة الحياة، وتسلبه صفة الإنسانية والرجولة، فتحيي فيه لوثات وراثية خاصة، وتظهر عليه آفات عصبية كامنة تبديها هذه الفاحشة، وتدعو إلى تسلطها عليه.
ومثل هذه الآفات العصير النفسية: الأمراض السارية، والماسوشية، والفيتشزم.. وغيرها.
3 - التأثير في المخ:
واللواط بجانب ذلك يسبب اختلالا كبيرا في توازن العقل للمرء، وارتباكا عاما في تفكيره، وركودا غريبا في تصوراته، وبلاهة واضحة في عقله وضعفا شديدا في إرادته، وإن ذلك ليرجع إلى قلة الإفرازات الداخلية التي تفرزها الغدة الدرقية والغدد فوق الكلى وغيرها مما يتأثر باللواط تأثيرا مباشرا فيضطرب عملها وتختل وظائفها، وإنك لتجد هناك علاقة وثيقة بين ( النيورستانيا ) واللواط، وارتباطا غريبا بينهما، فيصاب اللائط بالبله والعبط وشرود الفكر وضياع العقل والرشاد.
4 - السويداء:
واللواط إما أن يكون سببا في ظهور مرض السويداء أو يغدو عاملا قويا على إظهاره وبعثه، ولقد وجد أن هذه الفاحشة وسيلة شديدة التأثير على هذا الداء من حيث مضاعفتها له وزيادة تعقيدها لأعراضه، ويرجع ذلك للشذوذ الوظيفي لهذه الفاحشة المنكرة وسوء تأثيرها على أعصاب الجسم.
5 - عدم كفاية اللواط:
واللواط علة شاذة وطريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية، لا تقوم بإرضاء المجموع العصبي، شديدة الوطأة على الجهاز العضلي سيئة التأثير على سائر أجزاء البدن.
6 - ارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه:
من ناحية أخرى فإن اللواط سبب في تمزق المستقيم وهتك أنسجته وارتخاء عضلاته وسقوط بعض أجزائه وفقد السيطرة على المواد البرازية وعدم استطاعة القبض عليها، ولذلك تجد الفاسقين دائمي التلوث بهذه المواد المتعفنة بحيث تخرج منهم بلا إرادة ولا شعور.
7 - علاقة اللواط بالأخلاق:
تجد جميع من يتصفون به سيئي الخلق، فاسدي الطباع، لا يكادون يميزون بين الفضائل والرذائل، ضعيفي الإرادة، ليس لهم وجدان يؤنبهم ولا ضمير يردعهم، لا يتحرج أحدهم ولا يردعه رادع نفسي عن السطو على الأطفال والصغار واستعمال العنف والشدة لإشباع عاطفته الفاسدة والتجرؤ على ارتكاب الجرائم.
8 - اللواط وعلاقته بالصحة العامة:
واللواط فوق ما ذكرت يصيب مقترفيه بضيق في الصدر ويرزأهم بخفقان في القلب، ويتركهم بحال من الضعف العام يعرضهم للإصابة بشتى الأمراض.
9 - التأثير على أعضاء التناسل:
ويضعف اللواط كذلك مراكز الإنزال الرئيسة في الجسم ويعمل على القضاء على الحيوانات المنوية فيه، ويؤثر على تركيب مواد المني، ثم ينتهي الأمر بعد قليل من الزمن بعدم القدرة على إيجاد النسل والإصابة بالعقم.
10 - التيفود والدوسنتاريا:
ونستطيع أن نقول: إن اللواط يسبب بجانب ذلك ؛ العدوى بالحمى التيفودية والدوسنتاريا وغيرهما من الأمراض الخبيثة التي تنتقل بطريقة التلوث بالمواد البرازية المزودة بمختلف الجراثيم والمملوءة بشتى العلل والأمراض.
وقد أضاف فضيلة الشيخ \ صفوت نور الدين - حفظه الله تعالى - هذه المعلومة قال:
11 - اللواط يسبب مرض فقد المناعة المكتسب:
حيث إن امتصاص السائل المنوي في المستقيم بما فيه من أجسام المناعة الطبيعية يجعل الدم يفرز مضادات تفسد أجسام المناعة، ومعدل نقل الأمراض بسبب اللواط يقترب من 100% ) اه، ولا شك أنه يقصد مرض " الإيدز ".
هل يتوب اللوطي ويدخل الجنة ؟
قال ابن القيم - رحمه الله -:
والتحقيق في هذه المسألة أن يقال: إن تاب المبتلى بهذا البلاء وأناب ورزق توبة نصوحا وعملا صالحا وكان في كبره خيرا منه في صغره، وبدل سيئاته حسنات، وغسل ذلك عنه بأنواع الطاعات والقربات، وغض بصره وحفظ فرجه عن المحرمات، وصدق الله في معاملته ؛ فهذا مغفور له وهو من أهل الجنة، فإن الله يغفر الذنوب جميعا، وإذا كانت التوبة تمحو كل ذنب حتى الشرك بالله وقتل أنبيائه والسحر والكفر وغير ذلك، فلا تقصر - أي التوبة - عن محو هذا الذنب، وقد استقرت حكمة الله تعالى به عدلا وفضلا، وأن  التائب من الذنب كمن لا ذنب له  وقد ضمن الله سبحانه لمن تاب من الشرك وقتل النفس والزنى أن يبدله سيئاته حسنات، وهذا حكم عام لكل تائب من كل ذنب، وقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  [ الزمر: 53 ].
فلا يخرج من هذا العموم ذنب واحد، ولكن هذا في حق التائبين خاصة.
وأما المبتلى به إن كان في كبره شرا مما كان في صغره لم يوفق لتوبة نصوح ولا لعمل صالح ولا استدراك ما فات، ولا أبدل السيئات بالحسنات، فهذا بعيد أن يوفق عند الممات لخاتمة يدخل بها الجنة عقوبة له على عمله، فإن الله سبحانه وتعالى يعاقب على السيئة بسيئة أخرى وتتضاعف عقوبة السيئات بعضها ببعض كما يثيب على الحسنة بحسنة أخرى )
منقووول عن الاسلام دوت كوم
 
اللهم اهدي شباب وبنات المسلمين الى ما تحب وترضى اللهم آمين
 
جريمة السحاق
 
نبدأ اولا بتوضيح الحكم الشرعي لهذا الفعل ..
ما حكم الشرع فى ممارسةالمرأه الجنس مع امرأة مثلها وماذا يسمي ذلك في الشرع؟

لجنة تحرير الفتوى بموقع الفراشة النسائي الاسلامي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ممارسة المرأة الجنس مع امرأة أخرى محرم بإجماع الفقهاء وهو ما يعرف في كتب الفقه باسم السحاق
وقد جاء في الموسوعة الفقهية بالكويت أحكام السحاق وإلي السائل هذه الأحكام:

‏السحاق والمساحقة‏:‏ أن تفعل المرأة بالمرأة مثل صورة ما يفعل بها الرجل.

ولا خلاف بين الفقهاء في أن السحاق حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏ السحاق زنى النساء بينهن ‏}‏ ،‏ وقد عده ابن حجر من الكبائر ،واتفق الفقهاء على أنه لا حد في السحاق‏;‏ لأنه ليس زنى؛‏ وإنما يجب فيه التعزير ‏ لأنه معصية.

‏و اختلف الفقهاء في نقض السحاق للوضوء‏‏؛ فذهب الحنفية إلى أن تماس الفرجين سواء كان من جهة القبل أو الدبر ينقض الوضوء ولو بلا بلل ‏-‏ وهو عندهم ناقض حكمي ‏-‏ واشترطوا أن يكون تماس الفرجين من شخصين مشتهيين وهو ما يفهم من مذهب المالكية حيث إن مس امرأة لأخرى بشهوة ينقض الوضوء‏,‏ لأن كلا منهما تلتذ بالأخرى،‏ وصرح الحنابلة بأنه لا نقض بمس قبل امرأة لقبل امرأة أخرى أو دبرها،‏ وهو مذهب الشافعي.

واتفق الفقهاء على وجوب الغسل إذا حصل إنزال بالسحاق‏,‏ إذ أن خروج المني من موجبات الغسل‏,‏ أما إذا لم يحصل إنزال فلا يجب الغسل

كما اتفق الفقهاء على أنه إذا حصل إنزال بالسحاق فإنه يفسد الصوم ويجب القضاء على من أنزلت‏؛‏ إذ أن خروج المني عن شهوة بالمباشرة مفسد للصوم ‏
‏قال الكمال بن الهمام‏:‏ وعمل المرأتين أيضا كعمل الرجال جماع فيما دون الفرج لا قضاء على واحدة منهما إلا إذا أنزلت ولا كفارة مع الإنزال.

‏وأوجب المالكية الكفارة عليها حينئذ‏،‏ أما إذا لم يحصل إنزال فإن الصوم صحيح.

‏وهذا في خروج المني أما إذا حصل بالسحاق خروج المذي فقط فمذهب المالكية والحنابلة أن خروج المذي بلمس أو قبلة أو مباشرة مفسد للصوم كذلك‏,‏ خلافا للحنفية والشافعية

واختلف فقهاء الشافعية في جواز نظر المرأة المساحقة إلى المرأة المسلمة ‏فذهب العز بن عبد السلام وابن حجر الهيثمي وعميرة البرلسي إلى منعه وحرمة‏‏ التكشف لها لأنها فاسقة‏,‏ ولا يؤمن أن تحكي ما تراه.
‏وذهب البلقيني والرملي والخطيب الشربيني ‏ إلى جوازه‏;‏ لأنها من المؤمنات‏,‏ والفسق لا يخرجها عن ذلك.

‏و لا خلاف بين الفقهاء في أنه يشترط في قبول شهادة الشاهد أن يكون عدلا‏,‏ فلا تقبل شهادة الفاسق‏.‏ ولما كان فعل السحاق مفسقا ومسقطا للعدالة فإنه لا تقبل شهادة المساحقة‏،‏ وهذا وإن لم يصرح الفقهاء برد الشهادة بالسحاق إلا أنه مفهوم من كلام العامة في قبول الشهادة وردها‏.‏

ويقول ابن قدامة المقدسي في المغني
‏‏ وإن تدالكت امرأتان‏,‏ فهما زانيتان ملعونتان‏;‏ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏{‏ إذا أتت المرأة المرأة‏,‏ فهما زانيتان‏:‏‏}‏‏،‏ ولا حد عليهما لأنه لا يتضمن إيلاجا‏,‏ فأشبه المباشرة دون الفرج ‏,‏ وعليهما حد فيه‏,‏ فأشبه مباشرة الرجل المرأة من غير جماع‏.‏
والله أعلم

وبالتالى السحاق محرم شرعا - كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "السحاق زنا النساء بينهن"
وقوله صلي الله عليه وسلم " ثلاثة لا تقبل الله منهم شهادة أن لا إله إلا الله : الراكب، المركوب والمركوبة والأمام الجائر .......
والسحاق كبيرة من الكبائر المحرمة، "إذا أتى الرجل بالرجل فهما زانيان وإذا أتت المرأة بالمرأة فهما زانيتان" ويقول بعض الأئمة لو كان ممكن أن يرجم الزاني مرتين لرجم اللوطي -

وقد خسف الله قوما بسبب اللواط والسحاق وهم قوم لوط واللواط من الكبائر التي تفوق الزنا وقد عاقب المسلمون الأوائل ذلك بالحرق بالنار.


اما أضرار ممارسة الفتيات للشذوذ كما يذكره الأطباء ما يلي: - 
1 ـ حدوث التهابات مهبلية وفطرية وبكتيرية إذا لم تعالج يمكن أن تؤدي لاتهابات حوضية وانسدادات وتلفيات بقنوات فالوب ثم التصاقات مما قد يؤدي للعقم بعد الزواج.

2 ـ قد تؤدي لفقدان غشاء البكارة وفقدان العذرية ما قد يؤدي بالفتاة للهرب من العرسان والعنوسة الدائمة خوفا من انفضاح أمرها ليلة الدخلة .

3 ـ قد تصيب الفتيات بالبرودة الجنسية بعد الزواج بسبب تعودهن وتركيزهن على الإستثارة الخارجية وعدم شعورهن بالمتعة الزوجية بالعلاقة الفطرية الطبيعية.

4 ـ تؤدي للتركيز الشهواني والإدمان الجنسي والخيانة الزوجية بسبب عدم أشباعها زوجيا وتبحث عن مصادر خارجية للحصول على المتعة المثلية .

الوصايا العشر للوقاية من مخاطر الشذوذ - ننصح :

1 ـ عدم مشاهدة الأفلام الجنسية التي تغري بالسحاق الذي ينفر من الزواج
2 ـ عدم قراءة القصص المثيرة للشهوة الجنسية
3 ـ عدم مطالعة المسلسلات الغرامية المدبلجة ومشاهدة الأغاني الاجنبية بالذات (( بالرغم من ان الاغاني العربية اصبحت العن !!)
4 ـ عدم الاستماع لقصص وأوصاف العلاقة الجنسية من المتزوجات
5 ـ سرعة الزواج والعثور على العريس الملائم أخلاقيا ودينيا
6 ـ عدم مغالاة أولياء الأمور في المهور
7 ـ شغل وقت الفراغ بهواية مفيدة - رياضية أدبية - اجتماعية
8 ـ عدم مصاحبة الفتيات العابثات المدمنات على الشهوة الجنسية وعدم التعري امام الصديقات وارتداء الملابس المحتشمه .
9 ـ تأدية الفروض والصلوات في مواقيتها أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر
10 ـ الصيام يومان أسبوعيا - "إن الشيطان يجري في ابن أدم مجرة الدم فضيقوا مجاريه بالجوع"

ايضا انصح الأمهات :
-عدم ترك الابنه مع صديقتها وحدهما دون ملاحظتك , ولا يجب ان يغلق الباب عليهن مطلقا.
-يمنع سفر البنت مع صديقتها لاي مكان ولا يجوز ان تبيت الابنه خارج البيت دون ان ترافقها والدتها.
- ولا افضل ان تأتي صديقة لتبيت مع الابنه واذا حدث فلتكن كل واحدة نائمة فى سرير منفصل .
- ايضا احذر من الخادمات الأجنبيات فهن اكثر بلاء من الصديقات للفتاة المراهقة .

مزيد من المواضيع المتعلقة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق